الجواب لا نسلم امتناع الخرق على الأفلاك وقد تكلمنا على مأخذه ولا نسلم أنه في عالم العناصر قول بالتناسخ وإنما يكون كذلك لو قلنا بإعادتها في أبدان أخر ولا نسلم أن وجود عالم آخر محال وقد تكلمنا على ذلك فلا نعيده احتج أبو هاشم بوجهين الأول قوله تعالى " أكلها دائم " مع قوله " كل شيء هالك إلا وجهه " فلو كانت مخلوقة وجب هلاك أكلها فلم يكن دائما الجواب أكلها دائم بدلا أي كلما فني منه شيء جيء ببدله فإن دوام أكل بعينه غير متصور وذلك لا ينافي هلاكه أو نقول المراد أنه هالك في حد ذاته لضعف الوجود الإمكاني فالتحق بالهالك المعدوم أو نقول إنهما تعدمان آنا ثم تعادان وذلك كاف في هلاكهما الثاني قوله تعالى * (عرضها السماوات والأرض) * ولا يتصور ذلك إلا بعد فناء السماوات والأرض لامتناع تداخل الأجسام الجواب المراد أنها كعرض السماوات والأرض لامتناع أن يكون عرضها عرضهما بعينه لا حال البقاء ولا بعد الفناء وللتصريح في آية أخرى بأن " عرضها كعرض السماوات والأرض " فيحمل هذا على تلك كما يقال أبو يوسف أبو حنيفة
(٤٨٦)