المواقف - الإيجي - ج ٣ - الصفحة ٤٩١
تجزى بعشر أمثالها إلى سبعمائة ويضاعف الله لمن يشاء واستعانوا من النقل بوجهين الأول بآيات تشعر بالخلود كقوله تعالى * (من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) * وقوله * (ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها) * وقوله * (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها) * قالوا والخلود حقيقة في الدوام لقوله تعالى * (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد) * مع أنه تعالى قد جعل لكثير منهم المكث الطويل والجواب لا نسلم أن من له حسنات من الإيمان والطاعات فقد أحاطت به خطيئته وأن من اكتسب كبيرة فقد تعدى حدوده بل بعض حدوده والمراد من قتل مؤمنا لأنه مؤمن ولا يكون ذلك القاتل إلا كافرا سلمنا لكن الخلود هو المكث الطويل وما ذكرتم معارض بما يقال حبس مخلد ووقف مخلد وخلد الله ملكه والآية حملناها على الدوام لقرينة الحال الثاني قوله * (وإن الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين وما هم عنها بغائبين) * ولو خرجوا عنها لكانوا غائبين عنها الجواب عنها وعما قبلها في الوجه الأول المعارضة بالآيات الدالة على الوعد بالثواب نحو * (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره) * * (ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى) * و * (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) * وهو عندهم ينافي استحقاق العقاب وإن سلمنا فيجب تخصيصها بالآيات الدالة
(٤٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 486 487 488 489 490 491 492 493 494 495 496 ... » »»