السبب فإن حامله على الكسر زيادة تعظيمهم لذلك الكبير ومنه * (فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم) * والنظر في علم النجوم حرام وحكمه بأنه سقيم كذب قلنا إن النظر في النجوم ليستدل بها على توحيد الله وكمال قدرته من أعظم الطاعات وأما ترتيب الحكم بالسقم على النظر فلعل الله تعالى أخبره بأنه إذا طلع النجم الفلاني فإنه يمرض ومنه قصة موسى عليه السلام والتمسك بها من وجوه الأول قوله * (فوكزه موسى فقضى عليه) * ولم يكن قتله لذلك القبطي بحق أي لم يكن مباحا ولا على سبيل الخطأ بل كان قتل عمد عدوان لقوله * (هذا من عمل الشيطان) * وقوله * (رب إني ظلمت نفسي) * وقوله * (فعلتها إذا وأنا من الضالين) * الجواب إنه كان قبل النبوة وأيضا جاز أن يكون قتله خطأ وما صدر عنه من أقواله محمولا على التواضع وهضم النفس الثاني إنه أذن لهم في إظهار السحر لقوله * (ألقوا ما أنتم ملقون) * وإظهاره حرام فيكون إذنه أيضا حراما الجواب انه أي إظهار السحر لم يكن حراما حينئذ فإن مما تختلف فيه الشرائع بحسب الأوقات أو علم موسى أنهم يلقون سواء أذن لهم أم لا بدليل * (ما أنتم ملقون) * فلا يكون ذلك الإذن حراما بل فيه قلة مبالاة بسحرهم أو أراد إظهار معجزته في عصاه وتلقفها لما أفكوه ولا يتم ذلك الإظهار في ذلك المقام إلا بذلك الإذن فكان واجبا لكونه مقدمة للواجب أو أراد ألقوا ما أنتم ملقون إن كنتم محقين نحو * (فأتوا بسورة من مثله) * إلى قوله * (إن كنتم صادقين) *
(٤٣٦)