الأول قوله في حق الكواكب * (هذا ربي) * فإن كان ذلك عن اعتقاد كان شركا وإلا كان كذبا والجواب أن يقال لا يخفى أنه أي هذا الكلام صدر عنه قبل تمام النظر في معرفة الله وكم بينه وبين النبوة إذ لا يتصور النبوة إلا بعد تمام ذلك النظر فلا إشكال إذ يختار أنه لم يعتقده فيكون كذبا صادرا قبل البعثة ولك أن تقول إنما قال ذلك على سبيل الفرض كما في برهان الخلف إرشادا للصابئة إذ حاصل ما ذكره أن الكواكب لو كانت أربابا كما تزعمون لزم أن يكون الرب متغيرا آفلا وهو باطل الثاني من الأمرين قوله * (رب أرني كيف تحيي الموتى) * والشك في قدرة الله على إحياء الموتى كفر والجواب إن ذلك السؤال لم يكن عن شك في الإحياء أو القدرة عليه بل في الآية تصريح بأنه طلبه لأن في عين اليقين من الطمأنينة ما أوليس في علم اليقين فإن للوهم بإحداث الوساوس والدغادغ سلطانا على القلب عند علم اليقين دون عين اليقين وقد يقال إنما سأل عن كيفية الإحياء لا عنه لأن الإحاطة بالكيفية المفصلة أقوى وأرسخ من المعرفة الإجمالية المفضية إلى التردد بين الكيفيات المتعددة مع الطمأنينة في أصل الإحياء والقدرة عليه هذا وقد قال ابن عباس كان الله وعد أن يبعث نبيا يحيي بدعائه الموتى وذلك علامة أن الله تعالى قد اتخذه خليلا فأراد إبراهيم أن يعلم أهو هو وكيف لا تحمل الآية على ما مر والشك في قدرة الله تعالى كفر وأنتم لا تقولون به فما هو جوابكم فهو جوابنا ومما يتمسك به من قصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام قوله * (بل فعله كبيرهم) * فإن كذب قلنا هو من قبيل الإسناد إلى
(٤٣٥)