المواقف - الإيجي - ج ٣ - الصفحة ٢٤٤
الأول الطبع قال الله تعالى * (بل طبع الله عليها بكفرهم) * والختم * (ختم الله على قلوبهم) * والأكنة * (وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه) * ونحوها كالإقفال في قوله تعالى * (أم على قلوب أقفالها) * فذهب أهل الحق إلى أنها عبارة عن خلق الضلال في القلوب وذلك لأن هذه الأمور في اللغة موانع في الحقيقة وإنما سميت بذلك لكونها مانعة وخلق الضلال في القلوب مانع من الهدى فصح تسميته بهذه الأسماء لأن الأصل هو الإطراد إلا أن يمنع مانع والأصل عدمه فمن ادعاه يحتاج إلى البيان والمعتزلة أولوها بوجوه الأول وهو لأوائل المعتزلة * (ختم الله على قلوبهم) * إلى آخر الآيات أي سماها مختوما عليها ومطبوعا عليها ومجعولا عليها أكنة وأقفالا ووصفها بذلك كما قال * (وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا) * أي سموهم بذلك ووصفوهم بالأنوثة إذ لا قدرة لهم على الجعل الحقيقي الثاني وهو للجبائي وابنه ومن تابعهما وسمها أي وسم الله على قلوب الكافر بسمات وعلامات تعرفها الملائكة فيتميز بها الكافر عن المؤمن وذلك لأن الختم والطبع في اللغة هو الوسم ولا يمتنع أن يخلق الله في قلوب الفجار سمة تتميز بها عن قلوب الأبرار وتتبين تلك
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»