الحسن (رض) من الحلماء الكرماء الأسخياء وكان (رض) كثير الزواج يقال إنه أحصن مائة مرأة وأكثر وكان مطلاقا للنساء وفي الصحيح عن أبي بكرة قال: رأيت رسول الله (ص) على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول: إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين، (1) فكان كما قال رسول الله (ص): دعاه ورعه وكرمه وفضله وحلمه إلى أن ترك الملك والدنيا رغبة فيما عند الله حين صارت الخلافة إليه خوفا من الفتنة وكراهة لإراقة دماء المسلمين وأصلح الله به بين أهل العراق وأهل الشام وكان قد بايعه أكثر من أربعين ألفا الذين كانوا قد بايعوا أباه عليا (رض) على الموت فبقي خليفة على العراق بحق سبعة أشهر ثم سار إلى معاوية بمن معه وسار معاوية إليه فلما ترأى الجمعان في موضع يقال له: مسكن بناحية الأنبار علم أنه لن تغلب إحدى الفئتين حتى تذهب أكثر الأخرى، فتورع عن القتال وصالح معاوية وترك الأمر له على أشياء اشترطها عليه، وعلى ان يكون الأمر له من بعد موت معاوية وأعطاه ما سأل وزاده أضعافه فلما صالحه على ذلك قال أصحاب الحسن (رض): يا عار المؤمنين فقال الحسن (رض): إني لم أذل المؤمنين ولكني كرهت أن أقتلهم في طلب الملك ولم أحب ان أكي أمر أمة محمد (ص) على أن يهراق في ذلك محجمة دم فبايع
(١٩٥)