عرسا كان أحسن منه حشونا البيت كثيبا من الرمل ترابا طيبا وأتينا بتمر وزبيب فأكلنا وكان فراشهما ليلة عرسهما أهاب كبش. روى علي (رض) قال جهز رسول الله (ص) فاطمة في خميل وقربة ووسادة وأدم حشوها ليف وكان بناء علي (رض) بفاطمة (رض) بعد بدر بأربعة أشهر في صفر ليلتان بقين منه وكان لها ثمان عشرة سنة وقيل تزوجها قبل بدر في رجب ودخل بها في ذي الحجة وكانت وقعة بدر في السابع عشر من رمضان في السنة الثانية من الهجرة.
ذكر ما لحق فاطمة وعليا من الجهد والشدة وذلك أن الله اختار لهما ما اختار لرسوله (ص) فروى عنهما الدنيا روى علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي (رض) ان علي بن أبي طالب قال: كانت لي شارفان من الخمس فلما أردت ان أبتني بفاطمة بنت رسول الله (ص) واعدت رجلا صواغا من بني قينقاع ان يرتحل معي فأتى بإذخر أردت ان أبيعه من الصواعين فأستعين به في وليمة عرسي. وفي رواية عن ابن شهاب عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي (رض) قال: أصبت شارفا فأنختها عند باب رجل من الأنصار أريد ان احمل عليها اذخر أبيعه ومعي صايغ من بني قينقاع لعلي استعين به على وليمة فاطمة. وروى عطاء ابن السايب عن أبيه عن علي (رض) أنه قال لفاطمة: اني لأشتكي صدري مما أمدها بالغرب فقالت والله: اني اشتكي بيدي مما أطحن بالرحى فقال:
لها علي إئتي النبي (ص) فسليه ان يخدمك خادما فانطلقت إلى رسول الله فسلمت عليه ثم رجعت فقال رسول الله (ص): ما جاء بك قالت: جئت لأسلم على رسول الله (ص) فلما رجعت إلى علي قالت: والله ما استطعت أن أكلم