وقال سعيد بن المسيب: وكان عمر يقول اللهم لا تبقني لمعضلة ليس لها أبو الحسن وقال: لولا علي لهلك عمر وعن نبيط بن شريط قال: خرجت مع علي بن أبي طالب ومعنا عبد الله بن عباس، فلما صرنا إلى بعض حيطان الأنصار وجدنا عمر بن الخطاب جالسا وحده ينكت الأرض، فقال له علي بن أبي طالب: ما أجلسك يا أمير المؤمنين وحدك قال: لأمر همني فقال له علي: افتريد أحدنا فقال عمر: إن كان فعبد الله فتخلى معه عبد الله ومضيت مع علي وابطأ علينا ابن عباس ثم لحق بنا، فقال له علي:
ما وراءك فقال يا أبا الحسن: أعجوبة من عجائب أمير المؤمنين أخبرك بها وأكتم علي قال: فهلم قال: لما ان وليت رأيت عمر ينظر إليك والى اثرك ويقول:
آه آه فقلت: مم تأوه يا أمير المؤمنين قال: من اجل صاحبك يا ابن عباس وقد أعطي ما لم يعطه أحد من آل الرسول (ص) ولولا ثالث هن فيه ما كان لهذا الأمر - يعني الخلافة - أحد سواه قلت: يا أمير المؤمنين وما هن قال: كثرة دعابته، وبغض قريش له، وصغر سنه فقال له علي: فما رددت عليه قال: داخلني ما يداخل ابن العم لأبن عمه فقلت له يا أمير المؤمنين: أما كثرة دعابته فقد كان رسول الله (ص) يداعب ولا يقول: الا حقا ويقول: للصبي ما يعلم أنه يستميل به قلبه أو يسهل على قلبه، واما بغض قريش له فوالله ما يبالي ببغضهم بعد أن جاهدهم في الله حتى أظهر الله دينه فقصم اقرانها وكسر آلهتها واثكل نسائها في الله لامه وأما صغر سنه فلقد علمت أن الله تعالى حيث انزل على رسوله (ص): براءة من الله رسوله وجه بها صاحبه ليبلغ عنه فأمره الله تعالى ان لا يبلغ عنه الا رجل من آله فوجهه في أثره وأمره ان يؤذن ببراءة فهل أستصغر الله تعالى سنه فقال