تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ١٨٣
أخذتموهن بأمانة الله - عز وجل - واستحللتم فروجهن بكلمة الله '.
قلت: موسى واه.
قالوا: وكلمة الله هي المذكورة في القرآن، ولم يذكر إلا الإنكاح والتزويج؛ فدل على أن غير ذلك لا تحل بها.
فاحتجوا (خ م) بعبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل، قال:
' جاءت امرأة إلى رسول الله [صلى الله عليه وسلم] فقالت: يا رسول الله، جئت أهب لك نفسي، فنظر إليها، فصعد النظر فيها وصوبه، ثم طأطأ رأسه، فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئا جلست، فقام رجل فقال: يا رسول الله، إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها. فقال: هل عندك من شيء؟. فقال: لا والله. قال: اذهب إلى أهلك فانظر، هل تجد شيئا؟. فذهب، ثم رجع، فقال: لا والله، ما وجدت شيئا. قال: انظر ولو خاتما من حديد. فذهب، ثم رجع، فقال: لا والله، ولا خاتما من حديد، ولكن هذا إزاري، فلها نصفه. قال: ما تصنع بإزارك، إن لبسته لم يكن عليها منه شيء، وإن لبسته لم يكن عليك منه شيء. فجلس الرجل حتى إذا طال مجلسه قام، فرآه رسول الله [صلى الله عليه وسلم] موليا، فأمر به فدعي، فلما جاء قال: ماذا معك من القرآن؟. قال: معي سورة كذا وسورة كذا عددها. فقال: تقرؤهن عن ظهر قلبك؟ قال: نعم. قال: اذهب فقد ملكتكها بما معك من القرآن.
قلنا: رواه مالك، والثوري، وابن عيينة، وحماد بن زيد، وزائدة ووهيب، والدراوردي، وفضيل بن سليمان؛ كلهم قالوا: ' زوجتكها '.
ورواه أبو غسان، فقال: ' أنكحناكها ' وإنما روى ' ملكتكها ' ابن أبي حازم، ويعقوب الإسكندراني، وليسا بحافظين، ومعمر وكان كثير الغلط.
قلت: هذا ضرب من التعسف.
(١٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 ... » »»