العشرة المشهود لهم بالجنة قال وليس في الدنيا حديث اجتمع على روايته العشرة غيره ولا يعرف حديث يروي عن أكثر من ستين نفسا من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث الواحد قلت وبلغ بهم بعض أهل الحديث أكثر من هذا العدد وفي بعض ذلك عدد التواتر ثم لم يزل عدد رواته في ازدياد وهلم جرا على التوالي والاستمرار والله أعلم النوع الحادي والثلاثون معرفة الغريب والعزيز من الحديث روينا عن أبي عبد الله بن منده الحافظ الأصبهاني أنه قال الغريب من الحديث كحديث الزهري وقتادة وأشباههما من الأئمة ممن يجمع حديثهم إذا انفرد الرجل عنهم بالحديث يسمى غريبا فإذا روى عنهم رجلان وثلاثة واشتركوا في حديث يسمى عزيزا فإذا روى الجماعة عنهم حديثا سمي مشهورا قلت الحديث الذي يتفرد به بعض الرواة يوصف بالغريب وكذلك الحديث الذي يتفرد فيه بعضهم بأمر لا يذكره فيه غيره اما في متنه واما في إسناده وليس كل ما يعد من أنواع الافراد معدودا من أنواع الغريب كما في الافراد المضافة إلي البلاد علي ما سبق شرحه ثم إن الغريب ينقسم إلي صحيح كالأفراد المخرجة في الصحيح والي غير صحيح وذلك هو الغالب علي الغرائب روينا عن أحمد بن حنبل رضي الله عنه أنه قال غير مرة لا تكتبوا هذه الأحاديث الغرايب فإنها مناكير وعامتها عن الضعفاء وينقسم الغريب أيضا من وجه اخر فمنه ما هو غريب متنا وإسنادا وهو الحديث الذي تفرد برواية متنه راو واحد ومنه ما هو غريب إسنادا لا متنا كالحديث الذي متنه معروف مروي عن جماعة من الصحابة إذا تفرد بعضهم بروايته عن صحابي اخر كان غريبا من ذلك الوجه مع أن متنه غير غريب ومن ذلك غرائب الشيوخ في أسانيد المتون الصحيحة وهذا الذي يقول فيه الترمذي غريب من هذا الوجه ولا أرى هذا النوع ينعكس فلا يوجد إذا ما هو غريب متنا وليس غريبا إسنادا الا إذا اشتهر الحديث الفرد عمن تفرد به فرواة عنه عدد كثيرون فإنه يصير غريبا مشهورا وغريبا متنا وغير غريب إسنادا لكن بالنظر إلي أحد طرفي الاسناد فان إسناده متصف بالغرابة في طرفه الأول
(١٦٣)