حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مائة الف وأربعة عشر ألفا من الصحابة ممن روي عنه وسمع منه وفي رواية ممن رآه وسمع منه قال أهل المدينة وأهل مكة ومن بينهما والعراب ومن شهد معه حجة الوداع كل رآه وسمع منه بعرفة قلت ثم إنه اختلف في عدد طبقاتهم وأصنافهم والنظر في ذلك إلي السبق بالاسلام والهجرة وشهود المشاهد الفاضلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بآبائنا وأمهاتنا وأنفسنا هو صلى الله عليه وسلم وجعلهم الحاكم أبو عبد الله اثنتي عشرة طبقة ومنهم من زاد علي ذلك ولسنا نطول بتفصيل ذلك والله أعلم الخامسة أفضلهم علي الاطلاق أبو بكر ثم عمر ثم إن جمهور السلف علي تقديم عثمان علي وقدم أهل الكوفة من أهل السنة عليا علي عثمان وبه قال منهم سفيان الثوري أولا ثم رجع إلي تقديم عثمان روي ذلك عنه وعنهم الخطابي وممن نقل عنه من أهل الحديث تقديم علي علي عثمان محمد بن إسحاق بن خزيمة وتقديم عثمان هو الذي استقرت عليه مذاهب أصحاب الحديث وأهل السنة واما أفضل أصنافهم صنفا فقد قال أبو منصور البغدادي التميمي أصحابنا مجمعون علي ان أفضلهم الخلفاء الأربعة ثم الستة الباقون إلي تمام العشرة ثم البدريون ثم أصحاب أحد ثم أهل بيعة الرضوان بالحديبية قلت وفي نص القران تفضيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار وهم الذين صلوا إلي القبلتين في قول سعيد بن المسيب وطائفة وفي قول الشعبي هم الذين شهدوا بيعة الرضوان وعن محمد بن كعب القرظي وعطاء بن يسار انهما قالا هم أهل بدر روي ذلك عنهما بن عبد البر فيما وجدناه عنه والله أعلم السادسة اختلف السلف في أولهم اسلاما فقيل أبو بكر الصديق روي ذلك عن ابن عباس وحسان بن ثابت وإبراهيم النخعي وغيرهم وقيل علي أول من أسلم روي ذلك عن زيد بن أرقم وأبي ذر والمقداد وغيرهم وقال الحاكم أبو عبد الله لا اعلم خلافا بين أصحاب التواريخ ان علي بن أبي طالب أولهم اسلاما واستنكر هذا من الحاكم وقيل أول من أسلم زيد بن حارثة وذكر معمر نحو ذلك عن الزهري وقيل أول من أسلم خديجة أم المؤمنين روي ذلك من وجوه عن الزهري وهو قول قتادة ومحمد بن إسحاق بن يسار وجماعة وروي أيضا عن ابن عباس وادعي الثعلبي المفسر فيما رويناه أو بلغنا عنه اتفاق العلماء علي ان أول من أسلم
(١٧٨)