ثم إن كون الواحد منهم صحابيا تارة يعرف بالتواتر وتارة بالاستفاضة القاصرة عن التواتر وتارة بان يروي عن آحاد الصحابة انه صحابي وتارة بقوله واخباره عن نفسه بعد ثبوت عدالته بأنه صحابي والله أعلم الثانية للصحابة بأسرهم خصيصة وهي انه لا يسأل عن عدالة أحد منهم بل ذلك أمر مفروغ منه لكونهم علي الاطلاق معدلين بنصوص الكتاب والسنة وإجماع من يعتد به في الاجماع من الأمة قال الله تبارك وتعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس الآية قيل اتفق المفسرون علي انه وارد في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال تعالى وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس وهذا خطاب مع الموجودين حينئذ وقال سبحانه وتعالى محمد رسول الله والذين معه أشداء علي الكفار الآية وفي نصوص السنة الشاهدة بذلك كثرة منها حديث أبي سعيد المتفق علي صحته ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لوان أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه ثم إن الأمة مجمعة علي تعديل جميع الصحابة ومن لابس الفتن منهم فكذلك بإجماع العلماء الذين يعتد بهم في الاجماع إحسانا للظن بهم ونظرا إلي ما تمهد لهم من الماثر وكان الله سبحانه وتعالى أتاح الاجماع علي ذلك لكونهم نقلة الشريعة والله أعلم الثالثة أكثر الصحابة حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو هريرة روي ذلك عن سعيد بن أبي الحسن وأحمد بن حنبل وذلك من الظاهر الذي لا يخفي علي حديثي وهو أول صاحب حديث بلغنا عن أبي بكر بن أبي داود السجستاني قال رأيت أبا هريرة في النوم وانا بسجستان أصنف حديث أبي هريرة فقلت اني لأحبك فقال انا أول صاحب حديث كان في الدنيا وعن أحمد بن حنبل أيضا رضي الله عنه قال ستة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أكثروا
(١٧٦)