إفحام المخاصم - شيث بن إبراهيم - الصفحة ٩١
نسخت بقوله إنا فتحنا لك فتحا مبينا الآيات الواردات فيه صلى الله عليه وسلم وفي المؤمنين وفي المشركين إلى قوله وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا فلو كانت هذه الآيات نزلت عليه أولا لما قال وما أدري ما يفعل بي ولا بكم وهذه جهالة من أهل الاعتزال بصفات ذي الجلال والكمال والحشوية أصابوا الحق من حيث قالوا أنه متكلم في أزله بكلام قديم أزلي كسائر صفاته الذاتية وأخطأوا في قولهم أن كلامه صوت وحرف والمعتزلة أخطأوا في قولهم إن كلام الله صوت وحرف وأصابوا في كونهم نزهوا ذات الله عن الحرف والصوت ولكنه تنزيه فيه عدم التنزيه فلزم منه جميع ما ذكرناه ومذهبنا هو الحق المبين وهو مذهب بين طريقي الافراط من المعتزلة والتفريط من الحشوية وهو أن الله تعالى متكلم بكلام أزلي قديم كسائر صفاته وأن حقيقة الكلام أنه معنى قائم بالنفس وليس بحرف ولا صوت وإنما يستدل عليه بالحروف والأصوات ليفهم الغير تارة للحاضر إذا كان يفهم لغتنا وبلغته تارة إذا كان عجميا وتارة بالحروف وحدها إذا كان غائبا وإن كان حاضرا وهو أخرس فيستدل على الكلام القائم بذاتنا لأنه له بالإشارة والإيماء ولا يطيق أحد من البشر أن يوصل كلامه القائم بذاته إلى إفهام غيره من الخلق إلا بالحروف والأصوات فأما ربنا جل وعلا فيكلم خلقه على ثلاثة أنحاء أما إلهاما كالخضر عليه السلام وإما من وراء حجاب كموسى عليه السلام وإما بإرسال رسول كمحمد صلى الله عليه وسلم قال الله
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»