إفحام المخاصم - شيث بن إبراهيم - الصفحة ٩٥
وقال تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وقال النبي صلى الله عليه وسلم تفرقت بنو إسرائيل على اثنتين وسبعين ملة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين يزيد عليهم ملة واحدة كلها في النار إلا واحدة فسألوه عن هذه الواحدة فقال ما أنا عليه وأصحابي فالله تعالى يثبتنا يكون عليها ولا يحيد بنا عنها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وسألت بعض العلماء العارفين ما هذه الفرقة التي زادت في فرق أمة محمد صلى الله عليه وسلم مع فقال رأيت في كلام المحققين الباحثين العرافين أن هذه الفرقة الزائدة في هذه الأمة قوم يتعرضون العلماء ويعادون الفقهاء ولم يكن ذلك قط في الأمم السالفة ففتشت فوجدت ذلك صحيحا فلله الحمد وله المنة فإنما أطلنا الكلام هنا لأن هذه الآية ومثلها من الآيات في القرآن كثير تتضمن تعليق الهداية بمشيئة الرب سبحانه فأوضحنا القول فيها بما يقتضي إيصال المقصود منها إلى فهم القاصر والتارك النظر في علم الكلام ونقرب من إفهام العوام والله الموفق للصواب سورة الملائكة عليهم السلام قوله تعالى أفمن زين له سوء علمه فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون وقد تقدم ذكرها
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»