سورة الروم فيها آيتان قاصمتان بين لظهور القدرية الذين يعتقدون أن مع الله تعالى شركاء خلقوا كخلقه أوردهما الله سبحانه في ضرب المثل ليظهر قباحة الشركة فيما استأثر الله به لكل عاقل ولله المثل الأعلى وهما قوله تعالى ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون ثم قال بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله وما لهم من ناصرين سورة السجدة قوله تعالى ولو شئنا لآتيانا أهل كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين والقدرية تقول في هذه الآية وغيرها من الآيات التي علق فيها الهداية بمشيئته إن ذلك لو كان منه لكان على طريق الالجاء قالوا ونحن نقول ذلك وإن الله تعالى لو شاء أن يلجئ الكفار إلى الإيمان بالله لفعل ذلك لكن لا يحسن منه فعله لأنه ينقض الغرض المجري بالتكليف إليه وهو الثواب الذي لا يستحق إلا بما يفعله المكلف باختياره
(٨٦)