جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر - ج ١ - الصفحة ١٤٢
أيوب السختياني أنه قال ينبغي للعالم أن يضع التراب على رأسه تواضعا لله وقالوا المتواضع من طلاب العلم أكثر علما كان ان المكان المنخفض أكثر البقاع ماء وقيل لبزر جمهر ما النعمة التي لا يحسد عليها صاحبها قال التواضع قيل له فما البلاء الذي لا يرحم عليه صاحبه قال العجب وقال التواضع مع السخافة والبخل أحمد من الكبر مع السخاء والأدب فأعظم بحسنة عفت عن سيئتين وأفظع يعيب أفسد من صاحبه حسنتين ولقد أحسن المرادي في قوله وأحسن مقرونين في عين ناظر جلالة قدر في خمول تواضع وأحسن منه قول بعض العراقيين بمدح رجلا فتى كان عذب الروح لا من غضاضة ولكن كبرا أن يكون به كبر وقال البحتري وإذا ما الشريف لم يتواضع للإخلاء فهو عين الوضيع حدثنا أحمد بن محمد قال حدثنا أحمد بن الفضل قال حدثنا محمد بن جرير قال حدثنا أحمد بن هودة بن خليفة قال حدثنا عوف عن أبي الورد بن يمامة عن وهب بن منبه قال كان في بني إسرائيل رجال أحداث الأسنان قد قرؤا الكتب وعلموا علما وإنهم طلبوا بقراءتهم وعلمهم الشرف والمال وإنهم ابتدعوا بها بدعا أدركوا بها المال والشرف فضلوا وأضلوا وقال ابن عبدوس كلما توقر العالم وارتفع كان العجب إليه أسرع إلا من عصمه الله بتوفيقه وطرح حب الرياسة عن نفسه حدثنا أحمد بن محمد قال حدثنا أحمد بن الفضل قال حدثنا محمد بن جرير قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا ابن وهب قال أخبرني عبد الله بن عباس عن يزيد بن قودر عن كعب أنه قال لرجل رآه تبتع الأحاديث اتق الله وارض بالدون من المجلس ولا تؤذ أحدا فإنه لو ملأ علمك ما بين السماء والأرض مع العجب مازادك الله به إلا سفالا ونقصانا وحدثنا أحمد حدثنا محمد بن حميد حدثنا جرير عن منصور عن سعيد بن المسيب قال قال عمر أخوف ما أخاف عليكم أن تهلكوا فيه ثلاث خلال شح مطاع وهوى متبع واعجاب المرء بنفسه حدثنا أحمد بن قاسم قال حدثنا عبيد الله ابن إدريس قال حدثنا يحيى بن عبد العزيز قال حدثنا عبد الغني بن أبي عقيل قال
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»