جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر - ج ١ - الصفحة ١٤٣
حدثنا نعيم بن سالم عن أنس بن مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مهلكات وثلاث منجيات فأما المهلكات فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه والثلاث المنجيات تقوى الله في السر والعلانية وكلمة الحق في الرضى والسخط والاقتصاد في الغنى والفقر وقال إبراهيم بن الأشعث سألت الفضيل بن عياض عن التواضع فقال أن تخضع للحق وتنقاد له ممن سمعته ولو كان أجهل الناس لزمك أن تقبله منه أخبرنا أحمد بن قاسم ومحمد بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا أبو بكر بن محمد بن يحيى بن سليمان المروزي قال حدثنا خلف بن هشام البزار المقري قال حدثنا أبو شهاب عن الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق قال كفى بالمرء علما أن يخشى الله وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بعلمه قال أبو عمر إنما اعرفه بعمله قال أبو الدرداء علامة الجهل ثلاث العجب وكثرة المنطق فيما لا يعنيه وأن ينهى عن شيء ويأتيه وقالوا العجب يهدم المحاسن وعن علي رحمه الله أنه قال الاعجاب آفة الألباب وقال غيره اعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله ولقد أحسن علي بن ثابت حيث يقول المال آفته التبذير والنهب والعلم آفته الاعجاب والغضب وقالوا من أعجب برأيه ضل ومن استغنى بعقله زل ومن تكبر على الناس ذلك ومن خالط الاندال حقر ومن جالس العلماء وقر وقال الفضيل بن عياض ما من أحد أحب الرياسة إلا حسد وبغي وتتبع عيوب الناس وكره أن يذكر أحد بخير وقال أبو نعيم والله ما هلك من هلك إلا بحب الرياسة وقال أبو العتاهية أأخي من عشق الرياسة خفت أن يطغى ويحدث بدعة وضلالا وقال أيضا حب الرياسة أطفى من على الأرض حتى بغى بعضهم فيها على بعض ولي في هذا المعنى حب الياسة داء يخلق الدنيا ويجعل الحب حربا للمحبينا يفري الحلاقم والأرحام يقطعها فلا مروءة يبقى لا ولا دينا
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»