إلا مباهاة لأصحابهم وعدة للخصم والظلم وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه تعلموا العلم فإذا تعلمتوه فاكظموا عليه ولاتخلطوه بضحك ولا بلعب فتمجه القلوب فإن العالم إذا ضحك ضحكة مج من العلم مجة وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال تعلموا العلم وتزينوا معه بالوقار والحلم وتواضعوا لمن تتعملوا منه ولمن تعلمونه ولا تكونوا جبابرة العلماء فيذهب باطلكم حقكم وروينا عن معذ بن جبل أنه كان يقول مثل قول علي هذا سواء ألا أن آخر لفظه ولا تكونوا من جبابرة العلماء فلا يقوم علمكم بجهلكم قال أبو عمر قد روي هذا المعنى بنحو هذا اللفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمر بن الخطاب أيضا وقد تقدم ذلك كله في هذا الباب فصل في مدح التواضع وذك العجب وطلب الرياسة ومن أفضل أداب العالم تواضعه ة ترك الإعجاب بعلمه ونبذ حب الرئاسة عنه وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن التواضع لا يزيد العبد إلا رفعة فتواضعوا يرفعكم الله وحدثنا أحمد بن فتح حدثنا محمد بن عبد الله بن زكريا النيسابوري قال حدثنا أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي حدثنا عاصم ابن علي قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال حدثنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلى رفعه الله وروينا من وجوه عن عمر ابن الخطاب أنه كان يقول إن العبد إذا تواضع لله رفعه الله بحكمته وقيل له انتعش نعشك الله فهو في نفسه حقير وفي أعين الناس كبير حدثنا أحمد بن محمد قال حدثنا أحمد بن الفضل قال حدثنا محمد بن جرير قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا ابن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث وابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد بن سعيد الكندي عن أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل يأمركم أن تتواضعوا ولا يبغ بعضكم على بعض وروينا عن
(١٤١)