جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر - ج ١ - الصفحة ١٣٨
وكل فؤادك باللسان وقل له إن الفؤاد عليكما موزون فزناه وليك محكما في قلة إن البلاغة في القليل تكون وقد قيل إن هذا الشعر لصالح بن جناح والله أعلم وهو أشبه بمذهب صالح وطبعه ومن أحسن ما قيل في ذلك قول نصر بن أحمدالخبزرزي لسان الفتى حتف الفتى حين يجهل وكل امرئ ما بين فكيه مقتل إذا ما لسان المرئ أكثر هدره فذاك لسان بالبلاء موكل وكم فاتح أبواب شر لنفسه إذا لم يكن قفل عليه مقفل ومن أمن الآفات عجبا برأيه أحاطت به الآفات من حيث يجهل أعلمكم ما علمتني تجاربي وقد قال قبلي قائل متمثل إذا قلت قولا كنت رهن جوابه فحاذر جواب السوء إن كنت تعقل ولأبي العتاهية وفي الصمت المبلغ عنك حكم كما أن الكلام يكون حكما إذا لم تحترس من كل طيش أسأت إجابة وأسأت فهما أشد الناس بفعلهم ادعاء أقلهم بما هو فيه علما أرى الإنسان منقوصا ضعيفا وما يألو لعلم الغيب رجما قال أبو عمر الكلام بالخير غنيمة وهو أفضل من السكوت لأن أرفع ما في السكوت السالمة والكلام بالخير غنيمة وقد قالوا من تكلم بخير غنم ومن سكت سلم والكلام في العلم من أفضل الأعمال وهو يجري عندهم مجرى الذكر والتلاوة إذا أريد به نفي الجهل ووجه الله عز وجل والوقوف على حقيقة المعاني أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى البرقي قال حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا هشام حدثنا قتادة قال مكتوب في الحكمة طوبى لعالم ناطق أو لباغ مستمع حدثنا عبد الوراث حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي قال سمعت أبا الذيال يقول تعلم الصمت كما تتعلم الكلام فإن يكن الكلام يهديك فإن الصمت يقيك ولك في الصمت خصلتان خصلة تأخذ بها من علم من هو أعلم منك وتدفع بها جهل من هو أجهل
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»