جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر - ج ١ - الصفحة ١٤٠
أنه كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاث مرات وذلك عندهم كان ليفهم عنه كل من جالسه من قريب وبعيد وهكذا يجب أن يكرر المحدث حديثه حتى يفهم عنه أنه قال وإما إذا فهم عنه فلا وجه للتكرير وذكر سملة بن شبيب عن عبد الرزاق عن معمر قال ما سمعت قتادة يقول لأحد قط أعد علي وتكرير الحديث في المجلس يذهب بنوره وقد كان ابن شهاب يقول تكرير الحديث أشد علي من نقل الحجارة حدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا أبو مسلم قال حدثنا سفيان قال قال الزهري إعادة الحديث أشد علي من نقل الصخر وحدثنا أحمد حدثنا إسحاق حدثنا محمد بن علي حدثنا يحيي بن معين حدثنا عبد الرزاق أخبرني معمر قال سمعت الزهري يقول نقل الصخر أيسر من تكرير الحديث قال معمر قال قتادة إذا أعدت الحديث في مجلس ذهب نوره وقالت جارية لابن السمالك الواعظ له ما أحسن حديثك إلا انك تكرره فقال اكرره ليفهمه كل من سمعه فقالت إلى أن يفهمه كل من سمعه يمله من فهمه ولا بأس أن يسئل العالم قائما وماشيا في الأمر الخفيف لحديث ابن مسعود قال بينما أنا أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في خرب المدينة وهو يتوكأ على عسيب معه مر بنفر من يهود خيبر فقال بعضهم لبضع سلوه عن الروح فقال رجل منهم فقال يا أبا القاسم ما الروح وذكر الحديث خرجه البخاري عن بشر بن حفص عن عبد الواحد بن زياد عن الأعمش عن إبراهيم بن علقمة عن عبد الله فصل وذكر الغلابي عن ابن عائشة عن أبيه قال قال العباس لابنه عبد الله يا بني لا تعلم العلم لثلاث خصال لا ترائي به ولا تماري به ولا تباهي به ولا تدعه لثلاث خصال رغبة في الجهل وزيادة في العلم واستحياء من التعلم وقد روي هذا المعنى أو نحوه عن لقمان الحكيم أنه خاطب ابنه به أنشدت لبعض المحدثين كن موسرا إن شئت أو معسرا لا بد في الدنيا من الهم وكلما ازددت بها ثروة زاد الذي زادك في الغم إني رأيت الناس في دهرهم لا يطلبون العلم للفهم
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»