جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر - ج ١ - الصفحة ١٣٦
الدرجات العلى لا أقول الجنة من تكهن أو استقسم أو رجع من سفره لطيره وقال الحسن العامل على غير علم كالسالك علي غير طريق والعامل على غير علم ما يفسد أكثر مما يصلح فاطلبوا العلم طلبا لا تضروا بالعبادة واطلبوا العبادة طلبا لا تضروا بالعلم فإن قوما طلبوا العبادة وتركوا العلم حتى خرجوا بأسيافهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولو طلبوا العلم لم يدلهم على ما فعلوا وروى صالح بن مسمار والأشعث بن عبد الملك عن الحسن قال إن من أخلاق المؤمن قوة في الدين وحزم في لين وإيمان في يقين وحرص على علم وشفقة في تفقه وقصد في عبادة ورحمة للمجهود وإعطاء للسائل لا يحيف على من يبغض ولا يأثم فيمن يحب في الزلازل وقور وفي الرخاء شكور قانع بالذي له ينطق ليفهم ويسكت ليسلم ويقر بالحق قبل أن يشهد عليه وعن أبي حمزة الثمالي قال دخلت على علي بن الحسين بن علي فقال يا أبا حمزة ألا أقول لك صفة المؤمن والمنافق قلت بلى جعلني الله فداك فقال أن المؤمن خلط علمه بحلمه يسأل ليعلم وينصت ليسلم لا يحدث بالسر والأمانة إلا صدقا ولا يكتم الشهادة للبعد ولا يحيف على الأعداء ولا يعمل شيئا من الحق رياء ولا يدعه حياء فإذا ذكر بخير خاف ما يقولون واستغفر لما لا يعلمون وإن المنافق ينهى ولا ينتهي ويؤمر ولا يأتمر إذا قام إلى الصلاة اعترض وإذا ركع ربض وإذا سجد نقر يمسي وهمته العشاء ولم يصم ويصبح وهمته النوم ولم يسهر فصل في فضل الصمت وحمده ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من صمت نجا وإنه قال صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت وقد ذكرنا هذا المعنى مجودا في التمهيد حدثنا أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن قال حدثنا
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»