الاستذكار - ابن عبد البر - ج ٧ - الصفحة ٣٣٧
بجاهلية فجاء الله بالاسلام وان رجالا منا يتطيرون وذكر الخبر في الطيرة وفي اتيان الكهان وفي الخط وفي كلامهم في الصلاة (1) وقوله (بأبي هو وأمي ما ضربني ولا كهرني) قال ثم اطلعت غنيمة لي ترعاها جارية لي وساق الحديث إلى قوله (انها مؤمنة فأعتقها) وقد ذكرنا حديث الأوزاعي وغيره بالأسانيد الصحاح في (التمهيد) واما قوله في هذا الحديث للجارية اين الله فعلى ذلك جماعة أهل السنة وهم أهل الحديث ورواته المتفقهون فيه وسائر نقلته كلهم يقول ما قال الله تعالى في كتابه * (الرحمن على العرش استوى) * [طه 5] وان الله عز وجل في السماء وعلمه في كل مكان وهو ظاهر القران في قوله عز وجل " ءامنتم من في السماء ان يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور " [الملك 16] وبقوله عز وجل * (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) * [فاطر 10] وقوله * (تعرج الملائكة والروح إليه) * [المعارج 4] ومثل هذا كثير في القران وقد أوضحنا هذا المعنى في كتاب الصلاة عند ذكر حديث التنزيل بما لا معنى لتكراره ها هنا وزدنا ذلك بيانا في هذا الباب [في (التمهيد) أيضا وليس في هذا الحديث] معنى يشكل غير ما وصفنا ولم يزل المسلمون إذا دهمهم امر يقلقهم فزعوا إلى ربهم فرفعوا أيديهم واوجههم نحو السماء يدعونه ومخالفونا ينسبونا في ذلك إلى التشبيه والله المستعان ومن قال بما نطق به القران فلا عيب عليه عند ذوي الألباب روينا ان أبا الدرداء ابطأ عن الغزو عاما فأعطى رجلا صرة فيها دراهم وقال
(٣٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 ... » »»