الإنتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء - ابن عبد البر - الصفحة ٤٦
(فجاء برأي مثله يقتدى به * كنظم جمان زينته السبائك) ومما رثى به رحمه الله ما روينا عن اصبغ بن الفرج أنه قال رثت مالكا امرأة فقالت (بكيت بدمع واكف فقد مالك * ففي فقده ضاقت علينا المسالك) (ومالي لا أبكى عليه وقد بكت * عليه الثريا والنجوم الشوابك) (حلفت بمن أهدت قريش وحللت * صبيحة عشر حين تقضى المناسك) (لنعم وعاء الفقه والعلم مالك * إذا عز مفقود من الناس هالك) وقال الزبير بن بكار انشدني عبد العزيز بن عبد الله الأويسي وإسماعيل ابن أبي أويس لابن أبي المعافى (تحمل علم الدين نورا مثقفا * بالاسناد عن قوم ثقات من السلف) (رموه بنبل كان قد راشها لهم * وعلمهم شد السواعد والاكف) (فما ساعد منهم تقاوم ظفره * إذا قست منهم ساعدا ببنان كف) وأنشد الزبير أيضا لأبي المعافى أو ابن أبي المعافى (ألا قل لقوم سرهم فقد مالك الا ان فقد العلم إذ مات مالك) (فمالى لا أبكى على فقد مالك * وفي فقده سدت علينا المسالك) (ومالي لا أبكى عليه وقد بكت * عليه الثريا والنجوم الشوابك) فذكر نحو الأبيات التي نسبها اصبغ بن الفرج إلى المرأة التي تقدم ذكرها قال أبو عمر ألف الناس في فضائل مالك وأكثروا وأتوا بما لا فضيلة
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»