الإنتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء - ابن عبد البر - الصفحة ١٧٥
(قل لمن لم تر عين من رآه مثله * إن لم يكن من قد رآه قد رأى من قبله) (العلم يأبى أهله أن يمنعوه أهله * لعله يبذله لأهله لعله) وتوفى بالري سنة تسع وثمانين ومائة وهو ابن أربع وخمسين سنة وقيل إنه توفى وهو ابن ثمان وخمسين سنة وكان قاضيا للرشيد بالرقة ومات بالري هو وعلي بن حمزة الكسائي في يوم واحد كانا قد خرجا إليها مع الرشيد فرثاهما اليزيدي فقال (تصرمت الدنيا فليس خلود * وما قد ترى من بهجة سيبيد) (لكل امرئ منا من الموت منهل * وليس له الا عليه ورود) (ألم تر شيبا شاملا يبدر الفتى * وأن الشباب الغض ليس يعود) (سيأتيك ما افنى القرون التي خلت * فكن مستعدا فالفناء عتيد) (أسيت على قاضى القضاة محمد * وأذريت دمعي والفؤاد عميد) (وقلت إذا ما الخطب أشكل من لنا * بايضاحه يوما وأنت فقيد) (وأقلقني موت الكسائي بعده * وكادت بي الأرض الفضاء تميد) (وأذهلنى عن كل عيش ولذة * وأرق عيني والعيون هجود) (هما عالمان أوديا وتخرما * فما لهما في العالمين نديد) (فحزنى أن تخطر على القلب خطرة * بذكرهما حتى الممات جديد) تمت أخبار أصحاب أبي حنيفة رحمهم الله وبتمامها تم كتاب الانتقاء في فضائل الثلاثة الفقهاء مالك والشافعي وأبي حنيفة رضي الله عنهم
(١٧٥)
مفاتيح البحث: الموت (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175