الإنتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء - ابن عبد البر - الصفحة ٤٩
الحديث ما أصح حديثه وأثبته فقيل له أليس كان سئ الاخذ قال قد كان سئ الاخذ ولكن إذا نظرت في حديثه وما روى عن مالك وجدته صحيحا قال أبو عمر روى عن ابن وهب جماعة يطول ذكرهم وقد روى عنه الليث بن سعد وصرح باسمه وقيل إن مالكا روى عنه عن ابن لهيعة حديث بيع العربان والله أعلم ولم يصرح مالك في حديث العربان عن أحد انما قال عن الثقة عنده عن عمرو بن شعيب ومرة قال إنه بلغه عن عمرو بن شعيب ومن أروى الناس عن ابن وهب اصبغ بن الفرج وأحمد بن صالح المصري وعيسى بن حماد زغبة ويونس بن عبد الأعلى وأبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح وسحنون بن سعيد وأحمد بن سعيد الدارمي وقد روى عنه ابن بكير وعبد الله بن صالح كاتب الليث وروينا عن أحمد بن صالح أنه قال حدثنا ابن وهب مائة الف حديث وما رأيت حجازيا ولا شاميا ولا مصريا أكثر حديثا من ابن وهب وقع عندنا منه سبعون الف حديث وقال ابن أبي حاتم سمعت ابا زرعة يقول نظرت في حديث ابن وهب نحو ثمانين الف حديث من حديثه عن المصريين وغيرهم فما أعلم انى رأيت له حديثا لا أصل له وهو ثقة قال وسمعت أبا زرعة يقول ابن وهب أفقه من أبن القاسم قال أبو عمر يقولون إن مالكا رحمه الله لم يكتب إلى أحد كتابا يعنونه بالفقيه الا إلى ابن وهب وكان رجلا صالحا خائفا لله كان سبب موته انه قرئ عليه كتاب الأهوال من جامعه فأخذه شئ كالغشى فحمل إلى داره فلم يزل كذلك إلى أن قضى نحبه توفى ابن وهب بمصر في شعبان سنة سبع
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»