الإنتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء - ابن عبد البر - الصفحة ٤٢
مهيبا نبيلا ليس في مجلسه شئ من المراء واللغط وكان الغرباء يسألونه عن الحديث والحديثين أو قال الحديث بعد الحديث وربما أذن لبعضهم فقرأ عليه وكان له كاتب قد نسخ كتبه يقال له حبيب يقرأ للجماعة وليس أحد ممن حضره يدنو منه ولا ينظر في كتابه ولا يستفهمه هيبة له واجلالا وكان حبيب إذا قرأ فأخطأ فتح عليه مالك وكان ذلك قليلا قال الطبري وسمعت إسماعيل بن موسى الغزارى يقول دخلت على مالك بن أنس وسألته أن يحدثني فحدثني اثنى عشر حديثا ثم أمسك فقلت له زدني أكرمك الله وكان له سودان قيام على رأسه فأمرهم فأخرجونى من داره حدثنا خلف بن قاسم نا أبو الميمون عبد الرحمن بن عمر بن راشد البجلي بدمشق قال نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو بن صفوان الدمشقي قال نا أبو مسهر قال قال مالك قال لي أبو جعفر يا أبا عبد الله ذهب الناس فلم يبق غيرى وغيرك وذكر الدولابي قال نا يونس بن عبد الأعلى قال أنا عبد الله بن وهب قال سمعته يقول يعني مالكا دخلت على أبى جعفر فرأيت غير واحد من بني هاشم يقبل يده المرتين والثلاث ورزقني الله العافية من ذلك فلم أقبل له يدا وذكر الدولابي نا إسماعيل ابن إسحاق القاضي قال نا نصر بن علي قال أنى حسن كذا وقع وصوابه حسين وهو حسين بن عروة قال قدم المهدى المدينة فبعث إلى مالك بألفي دينار أو بثلاثة آلاف ثم أتاه الربيع بعد ذلك فقال له أمير المؤمنين يجب أن تعادله إلى مدينة السلام فقال له مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون والمال عندي على حاله
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»