الإنتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء - ابن عبد البر - الصفحة ١٤٩
رجل من أهل خراسان بمائة الف مسئلة فقال إني أريد أن أسئلك عنها فقال هاتها قال سمعت سفيان فهل رأيتم أحدا اجرأ على الله من هذا قال ونا إبراهيم بن بشار الرمادي قال سمعت سفيان بن عيينة يقول كان أبو حنيفة يضرب لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمثال فيرده بعلمه حدثته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (البيعان بالخيار ما لم يفترقا) فقال أبو حنيفة أرأيتم ان كانوا في سفينة كيف يفترقون قال سفيان هل سمعتم بشر من هذا قال أبو عمر كثير من أهل الحديث استجازوا الطعن على أبي حنيفة لرده كثيرا من أخبار الآحاد العدول لأنه كان يذهب في ذلك إلى عرضها على ما اجتمع عليه من الأحاديث ومعاني القرآن فما شذ عن ذلك رده وسماه شاذا وكان مع ذلك أيضا يقول الطاعات من الصلاة وغيرها لا تسمى إيمانا وكل من قال من أهل السنة الايمان قول وعمل ينكرون قوله ويبدعونه بذلك وكان مع ذلك محسودا لفهمه وفطنته ونذكر في هذا الكتاب من ذمه والثناء عليه ما يقف به الناظر فيه على حاله عصمنا الله وكفانا شر الحاسدين آمين رب العالمين فممن طعن عليه وجرحه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري فقال في كتابه في الضعفاء والمتروكين أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي قال نعيم بن حماد نا يحيى بن سعيد ومعاذ بن معاذ سمعا سفيان الثوري يقول قيل استتيب أبو حنيفة من الكفر مرتين وقال نعيم عن الفزاري كنت عند سفيان بن عيينة فجاء نعى أبى حنيفة فقال لعنه الله كان يهدم الاسلام
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»