لنفسه في كتابه وجحودهم لها بتأويل بعيد ولم يرد كفرا يخرجون به عن الملة لاعتقادهم إثبات ما أثبت الله في الجملة وإن كانوا تركوا هذا الأصل في بعض ما ذهبوا إليه يشبه فأخطأوا كما لم يخرج عن الملة من أنكر إثبات المعوذتين في المصاحف كسائر السور لما ذهب إليه من الشبهة. والله أعلم.
وقد روي عن النبي [صلى الله عليه وسلم] من قوله:
' القدرية مجوس هذه الأمة '.
فإنما سماهم مجوس لمضاهاة بعض ما يذهبون إليه مذاهب المجوس.
وقد روي عن النبي [صلى الله عليه وسلم] أنه قال:
' وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة '.
قال أبو سليمان الخطابي رحمه الله:
فيه دلالة على أن هذه الفرق كلها غير خارجين من الدين إذ النبي [صلى الله عليه وسلم] جعلهم كلهم من أمته وأن المتأول لا يخرج من الملة وإن أخطأ في تأويله.
قال أحمد:
وسمعت أبا حازم العبدوي الحافظ يقول: سمعت أبا علي زاهر بن أحمد السرخسي يقول:
لما قرب حضور أجل أبي الحسن الأشعري رحمه الله في داري ببغداد دعاني فأتيته فقال:
اشهد علي أني لا أكفر أحدا من أهل هذه القبلة لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد وإنما هذا كله اختلاف العبارات.
قال الشافعي: