معرفة السنن والآثار - البيهقي - ج ٧ - الصفحة ٣٩٦
وقد ذهب الشافعي في تأويل الآية في كتاب الجزية إلى ما:
5902 - أخبرنا أبو سعيد حدثنا أبو العباس أخبرنا الربيع أخبرنا الشافعي أخبرنا أبو سعد معاذ بن موسى الجعفري عن بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان قال: بكير قال مقاتل: أخذت هذا التفسير عن مجاهد والحسن والضحاك في قول الله تبارك وتعالى:
* (اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم) * الآية.
أن رجلين نصرانيين من أهل دارين أحدهما تميمي أو قال تميم. والآخر يماني. صحبهما مولى لقريش في تجارة فركبوا البحر ومع القرشي مال معلوم قد علمه أولياؤه من بين آنية وبزورقه فمرض القرشي فجعل وصيته إلى الداريين فمات وقبض الداريان المال والوصية فدفعاه إلى أولياء الميت وجاءا ببعض ماله فأنكر القوم قلة المال فقالوا للداريين: إن صاحبنا قد خرج معه بمال أكثر مما أتيتمونا به فهل باع شيئا أو اشترى شيئا فوضع فيه أو هل طال مرضه فأنفق على نفسه؟ قالا: لا. قالوا:
فإنكما خنتمانا فقبضوا المال ورفعوا أمرهما إلى النبي [صلى الله عليه وسلم] فأنزل الله عز وجل:
* (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم) * إلى آخر الآية.
فلما نزلت: * (تحبسونهما من بعد الصلاة) *.
أمر النبي [صلى الله عليه وسلم] فقاما بعد الصلاة فحلفا بالله رب السماوات ما ترك مولاكم من المال إلا ما أتيناكم به وإنا لا نشتري بأيماننا ثمنا قليلا من الدنيا.
* (ولو كان ذا قربى] 264 / أ] / ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن الآثمين) *.
فلما حلفا خلى سبيلهما ثم أنهم وجدوا بعد ذلك إناء من آنية الميت فأخذا الداريان فقالا: اشترياه منه في حياته وكذبا وكلفا البينة فلم يقدرا عليها فرفع ذلك إلى النبي [صلى الله عليه وسلم] فأنزل الله عز وجل:
* (فإن عثر على أنهما استحقا إثما) *.
(٣٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 ... » »»