أليس قد جاء بكتب أبيه الرجل الصالح فإذا فيها تلك الأحاديث؟
أفما يدلنا ما وجد في كتاب أبيه من حديث القطع على متابعة سليمان بن يسار عن عمرة أكبر أصحاب الزهري في لفظ الحديث؟
وعلل هذا الشيخ حديث أبي بكر بن حزم بما رواه ابنه عبد الله بن أبي بكر ويحيى بن سعيد وعبد ربه بن سعيد وزريق بن حكيم هذا الحديث عن عمرة عن عائشة موقوفا.
وأخذ في كلام يوهم من نظر في كتابه أن أبا بكر بن حزم يتفرد بهذا الحديث وأن الذين خالفوه أكثر عددا وأشد اتقانا وحفظا.
ولم نعلم حال أبي بكر بن حزم في علمه بالقضاء والسنن وشدة اجتهاده في عبادة ربه.
روينا عن مالك بن أنس أنه قال:
لم يكن عند أحد من أهل المدينة من علم القضاء ما كان عند أبي بكر بن حزم.
وذكر أن عمر بن عبد العزيز أمره أن يكتب له العلم من عند عمرة بنت عبد الرحمن والقاسم بن محمد.
وذكر غيره أن سجدته كانت أحدت جبهته وأنفه.
فإذ كان عمر بن عبد العزيز يعتمده في القضاء من المسلمين بالمدينة ثم يعتمده في كتبه الحديث له عن عمرة وغيرها أفلا تعتمده فيما رواه عنها وقد تابعه أحفظ الناس في دهره محمد بن مسلم بن شهاب الزهري وتابعه سليمان بن يسار ومحمد بن عبد الرحمن الأنصاري وغيرهما عن عمرة.
فأما ما روي في ذلك عن يحيى بن سعيد وغيره:
5135 - / فأخبرناه أبو الحسن بن الفضل قال أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان قال قال أبو بكر الحميدي في حديث:
((يقطع السارق في ربع دينار فصاعدا)).
قيل لسفيان: أن الزهري رفعه ولم يرفعه غيره.
قال سفيان: حدثناه يحيى وعبد ربه أخبرنا سعيد وعبد الله بن أبي بكر