وإنما جمع بين بني هاشم وبني المطلب ابني عبد مناف في العطية لأن النبي [صلى الله عليه وسلم] جمع بينهما في سهم ذي القربى وقال:
' إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد لم يفارقونا في جاهلية ولا إسلام '.
وقال فيما روي عنه:
' ربونا صغارا وحملونا كبارا '.
وإنما قال ذلك _ والله أعلم _ فيما زعم أهل التواريخ أن هاشم بن عبد مناف تزوج بالمدينة سلمى بنت عمرو بن لبيد بن حرام من بني النجار فولدت له شيبة الحمد ثم توفي هاشم وهو معها فلما أيفع وترعرع خرج إليه عمه المطلب بن عبد مناف فأخذه من أمه وقدم به مكة وهو مردفه على راحلته فقيل عبد ملكه المطلب فغلب عليه ذلك الاسم فقيل: عبد المطلب.
وحين بعث رسول الله [صلى الله عليه وسلم] بالرسالة آذاه قومه وهموا به فقامت بنو هاشم وبنو المطلب مسلمهم وكافرهم دونه وأبوا أن يسلموه فلما عرفت سائر قريش أن لا سبيل إلى محمد [صلى الله عليه وسلم] معهم اجتمعوا على أن يكتبوا فيما بينهم على بني هاشم وبنو المطلب أن لا ينكحوهم [ولا ينكحوا إليهم] ولا يبايعوهم [منهم] وعمد أبو طالب فأدخلهم الشعب.
/ وأقامت قريش على ذلك ثلاث سنين حتى جهد بنو هاشم وبنو المطلب جهدا شديدا ثم أن الله برحمته أرسل على صحيفة قريش الأرضة فلم تدع فيها اسما لله إلا أكلته وبقي الظلم والقطيعة والبهتان وأخبر بذلك رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وأخبر به رسوله عمه أبو طالب واستنصر به أبو طالب على قومه.