معرفة السنن والآثار - البيهقي - ج ٥ - الصفحة ١٥١
فقال: سلك به في طريق أبي بكر وعمر / وكان يكره أن يؤخذ عليه خلافهما.
وكان هذا يدل على أنه كان يرى فيه رأيا خلاف رأيهما فاتبعهما.
قال الشافعي:
فقلت له: هل علمت أبا بكر: قسم على العبد والحر وسوى بين الناس.
وقسم عمر: فلم يجعل للعبيد شيئا وفضل بعض الناس على بعض.
وقسم علي: فلم يجعل للعبيد شيئا وسوى بين الناس؟.
قال: نعم.
قلت: أفتعلمه خالفهما معا؟.
قال: نعم.
قلت: وتعلم أن عمر قال لا تباع أمهات الأولاد وخالفه علي؟.
قال: نعم.
قلت: وتعلم عليا خالف أبا بكر في الجد؟.
قال: نعم.
قلت: فكيف جاز لك أن يكون هذا الحديث عندك ما وصفت من أن عليا رأى غير رأيهما فاتبعهما وبين عندك أنه قد يخالفهما فيما وصفنا وفي غيره؟.
قال: فما قوله سلك به في طريق أبي بكر وعمر؟.
قلنا: هذا كلام جملة يحتمل معاني.
قال: فإن قلت كيف صنع فيه علي؟.
فذلك يدلني على ما صنع فيه أبو بكر وعمر.
قال الشافعي:
أخبرنا عن جعفر بن محمد عن أبيه أن حسنا وحسينا وابن عباس وعبد الله بن
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»