سمعت أبا الحسن أحمد بن جعفر العلوي بالكوفة يقول سمعت أبي يحدث عن آبائه أن أبا جعفر المنصور كان يرحل في طلب العلم قبل الخلافة فبينا هو يدخل منزلا من المنازل قبض عليه صاحب الرصد فقال زن درهمين قبل أن تدخل قال خل عني فإني رجل من بني هاشم قال زن درهمين قال خل عني فإني رجل من بني أعمام رسول الله صلى الله عليه وسلم قال زن درهمين قال خل عني فإني رجل قارئ لكتاب الله قال زن درهمين قال خل عني فإني رجل عالم بالفقه والفرائض قال زن درهمين قال فلما أعياه أمره وزن الدرهمين ولزم جمع المال والتدنق فيه فبقي على ذلك برهة من زمانه إلى أن قلد الخلافة وبقى عليه فصار الناس يبخلونه فلقب بأبي الدوانيق سمعت أبا الحسن أحمد بن الخضر الشافعي يقول سمعت جعفر بن أحمد الحافظ يقول كنا في مجلس محمد بن رافع في منزله قعودا تحت الشجرة وهو مستند إليها يقرأ علينا وكان إذا رفع في المجلس أحد صوته أو تبسم قام فلا يقدر أحد منا على مراجعته قال فوقع ذرق طائر على يدي وقلمي وكتابي فضحك خادم من خدم طاهر بن عبد الله وأولاده معنا في المجلس فنظر إليه محمد بن رافع فوضع الكتاب فأنهى ذلك الخبر إلى السلطان فجاءني الخادم عند السحر ومعه حمال على ظهره ببيت سامان فقال والله ما كنت أملك في الوقت شيئا أحمله إليك غير هذا وهو هدية لك فإن سئلت عني فقل لا أدري من تبسم فقلت أفعل فلما كان عند الغداة وحملت إلى باب السلطان فبرأت الخادم مما قيل ثم بعت السامان بثلاثين دينارا فاستعنت به في الخروج إلى العراق وبارك الله لي فيه فلقبت بالحصيري وما بعت الحصير ولا باعه أحد من آبائي أخبرني أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير بن القاسم الخواص رحمه الله قال سمعت رويم بن محمد بن رويم بن يزيد يقول كنا عند داود بن علي الأصبهاني
(٢١٤)