قال أبو عبد الله سألت الأدباء عن معنى هذا الحديث فقالوا لي أن الحزقة المقارب الخطي والقصير الذي يقرب خطاه وعين بقة أشار إلى البقة التي تطير ولا شئ أصغر من عينها لصغرها وأخبرني بعض الأدباء أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد بالبقة فاطمة فقال للحسين يا قرة عين بقة ترق والله أعلم سألت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري عن قول النبي صلى الله عليه وسلم المعتكف معكف الذنوب فقال المعتكف في معنى المحتبس والمعكوف المحبوس قال الله عز وجل والهدي معكوفا أي محبوسا وروى عن عثمان بن عطاء أنه قال مثل المعتكف كمثل الملازم لغريمه فالمعتكف لذنوبه ملازم باب سيده فيقول لا أبرح من بابك حتى تغفر لي وترحمني ولا يبرح من بابه ساعة واحدة ولذلك نهى المعتكف عن مجامعة النساء لأنه يترك ملازمة الدعاء ويشتغل بلهو النساء قال الله عز وجل لا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد والمباشرة هاهنا الجماع وهو مثل قوله فالآن باشروهن يعني جامعوهن في ليالي شهر رمضان فأبيح للصائم غير المعتكف الجماع وحظر عليه الجماع في الاعتكاف وإنما تطيروا بذكر الاحتباس فتفاءلوا بذكر الاعتكاف وهو مثل المهر للحرائر والثمن للمماليك والإماء وكذلك الوصي للميت والوكيل للحي والمعنى واحد والله أعلم سمعت أبا زكريا العنبري يقول حدثنا أحمد بن خالد الدامغاني قال ثنا هشام بن عمار قال ثنا صدقة قال ثنا عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بهذا العلم قبل أن يقبض وقبل أن يرفع ثم جمع بين إصبعيه الوسطى والتي تلي الابهام هكذا ثم قال العالم والمتعلم في الخير شريكان ولا خر في سائر الناس بعد قال أبو زكريا فالعالم والمتعلم في الاجر سيان كما أن الداعي والمؤمن في الدعاء شريكان
(٩٠)