هذا الكتاب بمسموع عندنا ومع ما جمع أبو عبد الرحمن من الفضائل رزق الشهادة في آخر عمره فحدثني محمد بن إسحاق الأصبهاني قال سمعت مشايخنا بمصر يذكرون أن أبا عبد الرحمن فارق مصر في آخر عمره وخرج إلى دمشق فسئل بها عن معاوية بن أبي سفيان وما روى من فضائله فقال لا يرضى معاوية رأسا برأس حتى يفضل قال فما زالوا يدفعون في حضنيه حتى أخرج من المسجد ثم حمل إلى الرملة ومات بها سنة ثلاث وثلاث ماية وهو مدفون بمكة سمعت علي بن عمر الحافظ غير مرة يقول أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره ومنهم أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة سمعت أبا بكر محمد بن علي الفقيه الشاشي يقول سمعت أبا بكر الصيرفي يقول سمعت أبا العباس بن سريج وذكر أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة فقال يخرج النكت من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمنقاش سمعت أبا أحمد الحافظ يقول سمعت الحاكم أبا الحسن السنجاني يقول نظرت في مسألة الحج لمحمد بن إسحاق بن خزيمة فتيقنت أنه علم لا نحسنه نحن قال أبو عبد الله فضائل هذا الامام مجموعة عندي في أوراق كثيرة وهي أشهر وأكثر من أن يحتملها هذا الموضع ومصنفاته تزيد على مائة وأربعين كتابا سوى المسائل والمسائل المصنفة أكثر من مائة جزء فإن فقه حديث بريرة ثلاثة أجزاء ومسألة الحج خمسة أجزاء وأنا أذكر في هذا الموضع من دقيق كلامه الذي أشار إليه إمام فقهاء عصره أبو العباس بن سريج ما يستدل به على كثير من علومه قرأت بخط أبي عمرو
(٨٣)