بن يحيى أبو السكن الطائي ثنا عم أبي زجر بن حصين عن جده حميد بن منهب قال حدثني عروة بن مضرس قال حدث مخرمة بن نوفل عن أمه رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم وكانت لدى عبد المطلب قالت تتابعت على قريش سنون أمحلت الضرع وأدقت العظم فبينا أنا راقدة الهم أو مهمة إذا هاتف يصرخ بصوت صحل يقول معشر قريش ان هذا النبي المبعوث قد أظلتكم أيامه وهذا أبان نجومه فحيهلا بالحياء والخصب ألا فانظروا رجلا منكم وسيطا عظاما جساما أبيض بضياء أوطف الأهداب سهل الخدين أشم العرنين له فحز يكظم عليه وسنة يهدي إليه فليخلص هو وولده وليهبط إليه من كل بطن رجل فليشنو من الماء وليمسوا من الطيب وليستلموا الركن ثم ليرقوا أبا قبيس ثم ليدع الرجل وليؤمن القوم فغثتم ما شئتم فأصبحت علم الله مذعورة اقشعر جلدي ووله عقلي واقتصصت رؤياي ونمت في شعاب مكة فوالحرمة والحرم ما بقي بها أبطحي الا قال هذا شيبة الحمد وتناهت إليه رجالات قريش وهبط إليه من كل بطن رجل فشنوا ومسوا واستلموا الركن ثم ارتقوا أبا قبيس واصطفوا حوله ما يبلغ سعيهم مهلة حتى إذا استووا بذرة الجبل قام عبد المطلب ومعه رسول الله صلى الله عليه وسلم غلام قد أيفع أو كرب فرفع يده فقال اللهم ساد الخلة وكاشف الكربة أنت معلم غير معلم ومسؤول غير مبخل وهذه عبداؤك وإماؤك بعذرات حرمك يشكون إليك سنتهم أذهبت الخف واطلب اللهم فأمطرن علينا غيثا معذقا مريعا فورب الكعبة ما راموا حتى تفجرت السماء بمائها واكتظ الوادي بثجيجه فسمعت شيخان قريش وجلتها عبد الله بن جدعان وحرب بن أمية وهشام بن المغيرة يقولون
(٢٦٠)