مضر فذكروا أنهم نزلوا في أرض صخر فأصبحوا فإذا هم برجل في قبة له بفنائه غنم فجاؤوا حتى وقفوا عليه فقالوا أحرزنا فأحرزهم شاة فطبخوا منها ثم أخرج إليهم فسخطوها ثم قال ما بقي في غنمي من شاة لحم إلا شاة ماخض أو فحل فسعطوا فأخذوا منها شاة فلما أظهروا واحترقوا وهم في يوم صائف لا ظل معهم قالوا غنيمته في مظلته فقالوا نحن أحق بالظل من هذه الغنم فجاؤوه فقالوا اخرج عنا غنمك نستظل فقال إنكم متى تخرجوها تهلك فتطرح أولادها وإني رجل قد آمنت بالله وبرسوله وقد صليت وزكيت فأخرجوا غنمه فلم يلبث إلا ساعة من نهار حتى تناعرت فطرحت أولادها فانطلق سريعا حتى قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبا وعطاء ثم قال اجلس حتى يرجع القوم فلما رجعوا جمع بينهم وبينه فتواتروا عليه كذب كذب فسري عن النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأى ذلك الغلام قال أما والله ان الله ليعلم اني لصادق وانهم لكاذبون ولعل الله يخبرك يا رسول الله فوقع في نفس النبي صلى الله عليه وسلم أنه صادق فدعاهم رجلا رجلا يناشد كل رجل منهم ينشده فلم ينشد رجل منهم الا كما قال الغلام فقام النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما يحملكم على أن تتابعوا في الكذب كما يتتابع الفراش في النار الكذب يكتب علي بن آدم الا ثلاث خصال رجل يكذب امرأته لترضى عنه ورجل يكذب في خدعة حرب ورجل يكذب بين امرأين مسلمين ليصلح بينهما 420 حدثنا حفص بن عمر الرقي ثنا قبيصة بن عقبة ثنا
(١٦٥)