بكر الغار قبله فلم يترك فيه جحرا الا أدخل فيه أصبعه مخافة أن يكون فيه هامة وخرجت قريش حين فقدوهما في بغائهما وجعلوا في النبي صلى الله عليه وسلم مائة ناقة وخرجوا يطوفون في جبال مكة حتى انتهوا إلى الجبل الذي هما فيه فقال أبو بكر لرجل يراه مواجه الغار يا رسول الله إنه ليرانا فقال كلا ان ملائكة تسترنا بأجنحتها فجلس ذلك الرجل فبال مواجه الغار فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو كان يرانا ما فعل هذا فمكثا ثلاث ليال يروح عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر غنما لأبي بكر ويدلج من عندهما فيصبح مع الرعاة في مراعها ويروح معهم ويتطأطأ في المشي حتى إذا أظلم انصرف بغنمه إليهما فيظن الرعاة أنه معهم وعبد الله بن أبي بكر يظل بمكة يبطش الاخبار ثم يأتيهما إذا أظلم فيخبرهما ثم يدلج من عندهما فيصبح بمكة كبائت ثم خرجا من الغار فأخذا على الساحل فجعل أبو بكر يسير أمامه فإذا خشي أن يؤتى من خلفه سار خلفه فلم يزل كذلك مسيره وكان أبو بكر رجلا معروفا في الناس فإذا لقيه لاق قال لأبي بكر من هذا معك فيقول هاد يهديني يريد الهداية في الدين ويحسبه الآخر دليلا حتى إذا كانا بأبيات قديد وكان على طريقهما على الساحل جاء انسان إلى مجلس بني مدلج فقال قد رأيت راكبين نحو الساحل فإني أرى أحدهما لصاحب قريش الذي يبغون فقال سراقة بن مالك ذانك راكبان ممن بعثنا في طلبه يواس القوم ثم دعا جاريته فسارها فأمرها أن تخرج بفرسه وتحط رمحه ولا تنصبه حتى يأتيه في قراره بموضوع كذا وكذا ثم يجيئها فركب فرسه ثم خرج في آثارهما فقال سراقة فدنوت منهما حتى اني لاسمع قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ركضت
(١٠٧)