أرسل إلى بريرة خادمتها فسلها فعسى أن تكون قد اطلعت على شئ من أمرها فأرسل إلى بريرة فجاءت فقال لها أتشهدين أني رسول الله قالت نعم قال فإني سائلك عن شئ فلا تكتميني قالت نعم يا رسول الله ما من شئ تسألني عنه إلا أخبرتك به ولا أكتمك إن شاء الله شيئا قال قد كنت عند عائشة فهل رأيت منها ما تكرهينه قالت لا والذي بعثك بالنبوة ما رأيت منها مذ كنت عندها إلا خلة قال وما هي قالت عجنت عجينا لي فقلت لعائشة احفظي هذه العجينة حتى اقتبس نارا فأخبز فقامت تصلي فغفلت عن الخمير فجاءت شاة فأكلتها فأرسل إلى أسامة فقال يا أسامة ما ترى في عائشة قال الله ورسوله أعلم قال لتخبرني بما ترى فيها قال فإني أرى أن تمسك فيها حتى يحدث الله إليك فيها قالت فما كان إلا يسيرا حتى نزل الوحي فلم يزل يرى في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم السرور وجاء عذرها من السماء يعني من الله فقال رسول الله أبشري يا عائشة ثم أبشري يا عائشة فقد أنبأني الله بعذرك فقلت بغير حمدك وحمد صاحبك قالت فعند ذلك تكلمت وكانت إذا أتاها يقول كيف تيكم حدثنا عبدان بن أحمد ثنا زيد بن الحريش ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي ثنا أبو سعد البقال عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه الأسود قال قلت يا أم المؤمنين أو يا أمتاه ألا تحدثيني كيف كان يعني أمر الإفك قالت تزوجني رسول الله عليه السلام وأنا أخوض المطر بمكة وما عندي ما يرغب فيه الرجال وأنا بنت ست سنين
(١١٨)