أبو جعفر النفيلي ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة منصرفة من الطائف كتب بجير بن زهير بن أبي سلمى إلى أخيه كعب بن زهير بن أبي سلمى يخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل رجلا بمكة ممن كان يهجوه ويؤذيه وأنه من بقي من شعراء قريش بن الزبعري وهبيرة بن أبي وهب قد هربوا في كل وجه فإن كانت لك في نفسك حاجة ففر إلى رسول صلى الله عليه وسلم فإنه لا يقتل أحدا جاء تائبا وإن أنت لم تفعل فانج إلى نجائك وقد كان كعب قال أبياتا نال فيها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما بلغ كعبا الكتاب ضاقت به الأرض وأشفق على نفسه وأرجف به كان في حاضره من عدوه قالوا هو مقتول فلما لم يجد من شئ بدا قال قصيدته التي مدح فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر خوفه وإرجاف الوشاة به من غده ثم خرج حتى قدم المدينة فنزل على رجل كانت بينه وبينه معرفة من جهينة كما ذكر لي فغدا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى الصبح فصلى مع الناس ثم أشار له إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذا رسول الله فقم إليه فاستأمنه فذكر لي أنه قام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وضع يده في يده وكان رسول الله لا يعرفه فقال يا رسول الله إن كعب بن زهير جاء يستأمن منك تائبا مسلما فهل أنت قابل منه إن انا جئتك به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قال يا رسول الله أنا كعب بن زهير قال بن إسحاق فحدثني عاصم بن عمرو بن قتادة قال وثب عليه رجل من الأنصار فقال يا رسول الله دعني وعدو الله أضرب عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعه عنك فإنه قد جاء تائبا نازعا فغضت على هذا الحي من الأنصار بما صنع به صاحبهم وذلك أنه لم
(١٧٧)