وسلم فذكر له ما قال جلاس، فحلف جلاس بالله لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقد كذب على عمير، وما قلت ما قال عمير بن سعد. فأنزل الله عز وجل فيه: (يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة ومالهم في الأرض من ولي ولا نصير). قال ابن هشام - رحمه الله تعالى -: الأليم:
الموجع. قال ذو الرمة يصف إبلا: [وهذا نستأنس منه ونستدل فليس هذا موضعه].
وترفع وجوه شمردلات * يصك وجوهها وهج أليم قال ابن إسحاق: فزعموا أنه تاب وحسنت توبته حتى عرف منه الخير والاسلام» ا. ه والشمردلات: الإبل الطوال، كما ذكره في الحاشية الدكتور السقا في تحقيقه لسيرة ابن هشام (1 / 2 / 326) وما بعدها.
فصل كيف كانت أحولهم إذ ذاك؟ كانت مسالك المسلمين الأوائل معهم أيام ذاك؟
قال ربنا الباري جل ذكره - (2 / 14، 15): (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون * الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون).
قال الامام ابن كثير - رحمه الله تعالى - (1 / 109 - عمدة / شاكر):
«يقول تعالى: وإذا لقى هؤلاء المنافقون المؤمنين قالوا (آمنا) أي أظهروا لهم الإيمان والموالاة والمصافاة، غرورا منهم للمؤمنين، ونفاقا ومصانعة وتقية، وليشركوهم فيم أصابوا من خير ومغنم؛ (وإذا خلوا إلى