ابن محمد الرقي: أن عمر بن عبد العزيز بينا هو يسير على بغلة ومعه ناس من أصحابه إذا هو بجان ميت على قارعة الطريق، فنزل عمر، فأمر به فعدل به عن الطريق، ثم حفر له فدفنه وواراه، ثم مضى فإذا هو بصوت عالي يسمعونه، ولا يرون أحدا وهو يقول: ليهنئك البشارة من الله يا أمير المؤمنين، أنا وصاحبي هذا الذي دفنته آنفا من النفر من الجن الذين قال الله عز وجل: (وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن) وإنا لما أسلمنا وآمنا بالله وبرسوله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحبي هذا:
" أما إنك ستموت في أرض غربة، يدفنك فيها يومئذ خير أهل الأرض ".
(35) - حدثني محمد بن الحسين، حدثني أبو الوليد الكندي، ثنا كثير بن عبد الله أبو هاشم الناجي قال: قال الحسن:
" دخلنا على أبي الرجاء العطاردي فسألناه هل عندك علم بالجن ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم فتبسم وقال: أخبركم بالذي رأيت، وبالذي سمعت: كنا في سفر حتى إذا نزلنا على الماء، وضربنا أخبيتنا، وذهبت أقيل إذا أنا بحية دخلت الخباء وهي تضطرب، فعمدت إلى إداوتي فنضحت عليها من الماء، فلما نضحت عليها سكنت، وكلما حبست عنها الماء اضطربت حتى أذن المؤذن بالرحيل، فقلت لأصحابي: انتظروني حتى أعلم علم هذه الحية إلى ما يصير، فلما مكثنا للعصر ماتت، فعدت إلى عيبتي فأخرجت منها خرقة بيضاء فلفقتها، وحفرت لها فدفنتها، وسرنا بقية يومنا هذا، وليلتنا، حتى إذا أصبحنا، ونزلنا على الماء، وضربنا أخبيتنا، وذهبت أقيل، فإذا أنا بأصوات: سلام عليك لا واحد، ولا عشرة ولا مائة ولا ألف، أكثر من ذلك.
فقلت: من أنتم؟ قالوا نحن الجن بارك الله عليك، قد اصطنعت إلينا ما لا نستطيع