كتاب العمر والشيب - ابن أبي الدنيا - الصفحة ١٠
الله عليه وسلم: " لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا " (1).
وفي حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: " إن من السعادة أن يطول عمر العبد ويرزقه الله - عز وجل - الإنابة " (2).
3 - شرف العمر، وقيمة الوقت:
قال الله عز وجل: " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون " (3).
وقال تعالى: " يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه " (4).
ينبغي للمسلم أن يرف شرف الوقت وقيمة الزمن فلا يضيع منه لحظة في غير طاعة ومعروف، ويحرص على تقديم الأفضل فالأفضل من القول والعمل، ولتكن النية عنده في الصالحات قائمة من غير انقطاع، أخرج البخاري عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس:
الصحة، والفراغ " (5).
وقال: صلى الله عليه وسلم: " اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك " (6).
و العجب كل العجب من عموم المسلمين فإنهم يمزقون أنفس الأوقات، ويضيعون أغلى الساعات، ويبددون لبنات الحياة، ورأس مال العمر في الضياع

(١) أخرجه مسلم في " صحيحه: ٤ / ٢٠٦٥ " كتاب الذكر والدعاء، حديث رقم ١٣.
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف: ١٣ / ٢٤٥ " والحاكم في " المستدرك: ٤ / 240 " وقال: صحيح وأقره الذهبي.
(3) سورة المؤمنون / 115.
(4) سورة الانشقاق / 6.
(5) " صحيح البخاري " 8 / 109 باب ما جاء في الرقاق وأن لا عيش إلا عيش الآخرة.
(6) أخرجه أحمد في " الزهد " مرسلا، والنسائي والبيهقي في " شعب الإيمان ". ورواه الحاكم موصولا وصححه وأقره الذهبي. وذكره الشيخ ناصر في " صحيح الجامع الصغير ".
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 5 7 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»