والأئمة المشهورين ممن جاءوا بعده (1). حتى إن الناظر في قائمة الكتب التي أقبل عليه الخطيب البغدادي، واعتنى بها، يجد الحظ الأوفر فيها لكتب ابن أبي الدنيا، فلم يقرأ لعالم من المصنفات مقدار ما قرأ لابن أبي الدنيا، فقد تمكن من سماع " 39 " مصنفا من مصنفاته، مما حدا بالدكتور يوسف العش أن يقول: ولعل القارئ انتبه إلى مكانة ابن أبي الدنيا عند الخطيب، وحرصه على جمع رواية كل آثاره، حتى كاد يستوفيها جميعا (2). ولعل أبا بكر الخطيب أقبل عليه لسعة الطلاع وجدها عنده، وحسن معرفة لمسها في مؤلفاته، وتعرض لموضوعات انفرد بها عن غيره " (3).
(٥٧)