مسند ابن راهويه - إسحاق بن راهويه - ج ٤ - الصفحة ٣٢
نظر إليها النبي صلى الله عليه وسلم قال: خذ جارية من السبي غيرها، قال: وأعتقها وتزوجها وفي رواية أعتق صفية وجعل عتقها صداقها، وفي رواية تزوج صفية وأصدقها عتقها ". وكان ذلك بعد استبراء رحمها بحيضة في بيت أم سليم - أم أنس - رضي الله عنهما - فدفعها إلى أم سليم تصنعها وتهيئها فجهزتها له أم سليم فأهدتا له - زفتها - من الليل فأصبح النبي صلى الله عليه وسلم عروسا، فقال: " من كان عنده شئ فليجئ به، قال: وبسط نطعا، قال: فجعل الرجل يجئ بالأقط وجعل الرجل يجيء بالتمر، وجعل الرجل يجيء بالسمن فحاسوا حيسا فكانت وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
وإنما تم بناؤها في الطريق بمكان الصهباء على الصواب لا بسد الروحا، كما جاء في بعض الروايات وهذا ما أيده الحافظ ابن حجر، وذلك - لان رواية الصهباء رواية الجماعة، ولأن الروحاء مكان قريب من المدينة جهة مكة - الجنوب - لا من جهة خيبر - الشمال.
ثم اتجه رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو المدينة ويقص لنا أنس فيقول: " أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأبو طلحة، وصفية رديفته، فبينا نحن نسير عثرت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فصرع وصرعت المرأة فاقتحم أبو طلحة عن راحلته فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله هل ضارك شئ؟ قال: لا، عليك بالمرأة، قال فألقى أبو طلحة ثوبه على وجهه ثم قصد قصد المرأة فنبذ الثوب عليها، فقامت فشدها على راحلته فركب وركبنا نسير حتى إذا كنا
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست