وقد تقدمت رواية عائشة - رضي الله عنها - في مسندها قالت: لو كتم رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من الوحي لكتم هذه الآية (وتخفي في نفسك ما الله مبديه).
فأبى الله إلا إبداء ما أخفاه الرسول صلى الله عليه وسلم وتنفيذ ما أراده الله تعالى وكان يخشاه صلى الله عليه وسلم من الناس من تزويجه بزوجة متبناه.
خطبته وعقده ووليمته ونزول الحجاب عند ذلك:
عن أنس - رضي الله عنه - قال: " لما انقضت عدة زينب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد: فاذكرها علي، قال: فانطلق زيد حتى أتاها وهي تخمر عجينها قال: فلما رأيتها عظمت في صدري حتى ما أستطيع أنظر إليها أن رسول الله ذكرها فوليتها ظهري ونكصت على عقبي، فقلت:
يا زينب أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك - وفي رواية أحمد: يا زينب أبشري أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك - قالت: ما أنا بصانعة شيئا حتى أوامر ربي فقامت إلى مسجدها - موضع صلاتها - ونزل القرآن وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليها بغير إذن. فقال: ولقد رأيتنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعمنا الخبز واللحم حين امتد النهار فخرج الناس وبقي رجال يتحدثون في البيت بعد الطعام فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعته فجعل يتتبع حجر نسائه يسلم عليهن ويقلن: يا رسول الله! كيف وجدت أهلك قال: فما أدري أنا أخبرته أن القوم قد خرجوا - أو أخبرني - قال:
فانطلق حتى دخل البيت فذهبت أدخل معه، فألقى الستر بيني وبينه ونزل الحجاب، قال: ووعظ القوم بما وعظوا به... (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه) إلى قوله (والله لا يستحي من الحق)) [الأحزاب: 53].