استرعاهم الله عز وجل فقال له قائل أيها الأمير إن الناس قد تقطعوا فقف حتى يلحقوك فوقف في مرج فيه تل عليه قلعة فيها حصن قال فمنا الواقف ومنا النازل إذ نحن برجل أحمر ذي شوارب بين أظهرنا فأتينا به فضالة فقلنا إن هذا هبط من الحصن بلا عهد ولا عقد فسأله ما شأنه فقال إني أكلت البارحة لحم خنزير وشربت خمرا وأتيت أهلي فبينا أنا نائم أتاني رجلان فغسلا بطني وزوجاني امرأتين لا تغار إحداهما على الأخرى وقالوا لي أسلم فإني لمسلم فما كانت كلمته أسرع من أن رمينا فأقبل يهوي حتى أصابه فوق عنقه من بين الناس فقال فضالة الله أكبر عمل قليلا وأجر كثيرا صلوا على أخيكم فصلينا عليه ثم دفناه في موقفنا وسرنا قال عبد الرحمن يقول القاسم يذكر هذا فهذا شئ رأيته أنا (151) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن المبارك عن الفضيل بن سليمان عن عاصم بن عمر بن جعفر العمري عن سهيل بن أبي صالح قال لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد قال من ينتدب لسد هذه الثغرة الليلة أو كما قال قال فقام رجل من الأنصار من بني زريق يقال له ذكوان بن عبد قيس أبو السبع فقال أنا فقال من أنت قال بن عبد قيس قال اجلس ثم دعا فقالها فقام ذكوان فقال من أنت فقال أنا أبو السبع فقال كونوا مكان كذا وكذا فقال ذكوان يا رسول الله ما هو إلا أنا ولم نأمن أن يكون
(١٤٦)