قال قدم علينا رجل من أهل المدينة يقال له زياد قال فغزونا سقلية من أرض الروم فحاصرنا مدينة قال وكنا ثلاثة مترافقين أنا وزياد ورجل آخر من أهل المدينة قال فإنا لمحاصرون يوما وقد وجهنا أحدنا الثالث ليأتينا بطعام إذ أقبلت منجنيقه فوقعت قريبا من زياد فشظيت منها شظية فأصابت ركبة زياد فأغمي عليه فاجتررته وأقبل صاحبي فناديته فجاءني فبرزنا به حيث لا يناله القتل والمنجنيق فمكثنا طويلا من صدر نهارنا لا يتحرك منه شئ ثم افتر ضاحكا حتى تبينت نواجذه ثم خمد ثم بكى حتى سألت دموعه ثم خمد ثم ضحك مرة أخرى ثم مكث ساعة فأفاق فاستوى جالسا فقال ما لي ههنا فقلنا أما علمت ما أمرك قال لا قال أما تذكر المنجنيق حين وقع إلى جنبك قال بلى فقلنا فإنه أصابك منها شئ فأغمي عليك ورأيناك صنعت كذا وكذا قال نعم أخبركم أنه أفضي بي إلى غرفة من ياقوتة أو زبرجدة وأفضي بي إلى فرش موضونة
(١٤١)