الديباج على مسلم - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٧٨
به قبل موته) ليوشكن بضم الياء وكسر الشين أي ليقربن فيكم أي في هذه الأمة وإن كان خطابا لبعضها ممن لم يدرك نزوله حكما أي حاكما مقسطا أي عادلا ويضع الجزية أي لا يقبلها ولا يقبل من الكفار إلا الاسلام ولا ينافي ذلك كونها مشروعة من نبينا صلى الله عليه وسلم وهو لا يغير شرعه لان النبي صلى الله عليه وسلم شرعها مغياة بنزول عيسى بهذا الحديث وغيره ولم يشرعها مستمرة إلى يوم القيامة وقيل معناه يضع الجزية على كل الكفرة ولا يقاتله أحد ومنها يفيض المال قال النووي والصواب الأول ويفيض المال بفتح الياء يكثر وتنزل البركات والخيرات بسبب العدل وعدم الظلم وتقل أيضا الرغبات لقصر الآمال وعلمهم بقرب الساعة فإن عيسى علم من أعلامها وحتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها قال النووي معناه أن الناس تكثر رغبتهم في الصلاة وسائر الطاعات لعلمهم بقرب الساعة قال القاضي معناه أن أجرها خير لمصليها من صدقته بالدنيا وما فيها لفيض المال حينئذ وهوانه وقلة الشح به وقلة الحاجة إليه قال والسجدة هي السجدة بعينها أو عبارة عن الصلاة 243 - (...) حدثنا قتيبة بن سعيد بن أبي سعيد عن عطاء بن ميناء عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (والله لينزلن أبن مريم حكما عادلا فيكي رن الصليب
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»