الديباج على مسلم - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٧٤
ما من الأنبياء الحديث في معناه أقوال أحدها أن كل نبي أعطي من المعجزات ما كان مثله لمن كان قبله من الأنبياء فآمن به البشر وأما معجزتي الظاهرة العظيمة فهي القرآن الذي لم يعط أحد مثله فلهذا قال أنا أكثرهم تابعا الثاني أن الذي أوتيته لا يتطرق إليه تخييل السحر وشبهه بخلاف معجزة غيري فإنه قد يخيل الساحر بشئ مما يقارب صورتها كما خيلت السحرة في صورة عصى موسى والخيال قد يروج على فيض العوام والفرق بين المعجزة والسحر والتخييل يحتاج إلى فكر ونظر وقد يخطئ الناظر فيعتقدهما سواء الثالث أن معجزات الأنبياء انقرضت بانقراض أعصارهم ولم يشاهدها إلا من حضرها بحضرتهم ومعجزة نبينا صلى الله عليه وسلم القرآن المستمر إلى يوم القيامة مع خرقه العادة في أسلوبه وبلاغته وإخباره بالمغيبات وعجز الإنس والجن أن يأتوا بسورة من مثله مجتمعين أو متفرقين في جميع الأعصار مع اعتنائهم بمعارضته فلم يقدروا وهم أفصح القرون مع غير ذلك من وجوه إعجازه المعروفة مثله بالرفع آمن بالمد وفتح الميم 240 - (153) حدثني يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب قال وأخبرني عمرو أن أبا يونس حدثه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (والذي نفس محمد بيده! لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»